لماذا لم تفعل السعودية شيء لمواجهة نفير الانتقالي ..!
يمنات
عبد الوهاب الشرفي
السعودية هي اهم مورد من موارد طرف مايسمى الشرعية سياسيا وعسكريا ، لكن لماذا لم تفعل شيء في مواجهة نفير الانتقالي العام الذي تقريبا اقصى قوة ” الشرعية ” في عدن ؟!
.. يمكن القول ان السعودية حسبتها هذه المرة بذكاء ، فقوة الانتقالي او القوة الجنوبية عموما ليست قوة خصمة بل هي تشكل جزء مهما بل هي الجزء الاهم في قوة التحالف السعودي في اليمن .
.. تشكل القوة الجنوبية الجزء الاهم في كثير من الجبهات بينها جبهة الساحل الغربي ، وكذلك في جبهات اخرى ذات حساسية مثل جبهة الضالع ، وكذا في جبهات الحدود ، والدخول مع هذه القوة في مواجهة في عدن يعني خسارة جزء مهم من قوة التحالف السعودي في اكثر من جبهة بما فيها جبهات المهمة . كما ان مواجهتها في عدن يعني فتح جبهات في الجنوب بالكامل ستورط السعودية في حرب اضافية و ستكون اوسع مما في محافظات الشمال .
.. قوة الانتقالي هي قوة لا تمثل تهديدا باي حال على السعودية ، فهي تعلن انصياعها لقرارها ، كما انها قوة ذات طموح سياسي محلي لا يتصادم مع التوجه الاقليمي الذي تسير فيه السعودية ، بينما يمثل الاصلاح الركيزة الاساسية في قوة ” الشرعية ” وهو مصنف ضمن تيار الاخوان الذي هو في عداوة مع توجهات محمد بن سلمان و ايضا هو تيار له تطلعات اقليمية لا تنسجم بشكل كامل مع التوجهات في المنطقة .
.. لا تحتاج السعودية قوة ” الشرعية ” الا فيما يتطلبه تغطية التدخل السعودي في اليمن فهي مكون من قوة غير مأمونه بالنسبة للسعودية في مجملها وانتصارها سيكون عقبة امام التوجهات الاقليمية التي اصبحت السعودية جزء منها ، كما ان تجربتها معها اثبتت انها لا تقاتل في الملف اليمني بذات الصدق و الاستعداد لتقديم تضحيات كبيرة في سبيل اجندات التحالف السعودي كما تفعل القوات الجنوبية .
.. تركت السعودية الانتقالي يوجه ضربته لقوات وسلطة ” الشرعية ” في عدن ثم خرجت بعد سيطرته على اغلب معسكرات ” الشرعية ” وكذا قصر المعاشيق رمز ” الشرعية ” في عدن وبعد ذلك خرجت تدعوا لوقف اطلاق النار و تدعوا الاطراف للحوار في الرياض ولم تصف ذلك بانه انقلاب على ” الشرعية ” ، وبذلك تكون قد فوتت على الامارات فرصة توريطها في الجنوب من جهة و مسكت بزمام قوة الانتقالي للمستقبل بقدر يقارب امساك الامارات بزمامه من جهة ثانية وصنعت توازن القوى المطلوب لها في الجنوب بالشكل المتناسب مع اجنداتها في اليمن من جهة ثالثة ، ويمكن اعتبار النتيجة التي ارتسمت في عدن استعادة لقدر كبير من حيوية القوة التي كانت السعودية قد فقدتها خلال خمس سنوات من الحرب على اليمن وسيكون لذلك انعكاسه على الملف اليمني ككل وليس على الجنوب وحسب .
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.